تقع جمهورية التشيك وسط قارة أوروبا تجاورها ألمانيا من الغرب والشمال الغربي، وبولندا من الشمال.
والنمسا من الجنوب وسلوفاكيا من الشرق. ليس لجمهورية التشيك منفذ على البحر. العاصمة براغ وأهم المدن برنو وأسترافا وبيلزن.
تأسست الجمهورية التشيكية دولةً مستقلةً في عام 1993م، بعد سبعين عامًا من الوحدة مع سلوفاكيا في إطار الفيدرالية التشيكية السلوفاكية السابقة.
السكان: التركيبة العرقية تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية وهي على النحو التالي:
90 % من السكان من أصل تشيكي، والباقي سلوفاك وموران وبوسنيون وألمان.
الأديان: 59 % من التشيك رسميًا بدون ديانة، 26.2 % رومان كاثوليك، 1.2% بروتستانت 2.0.. % شهود يهوه، تتراوح أعداد المسلمين بين 30 ألف و50 ألف مسلم.
وصل الإسلام إلى جمهورية التشيك في القرن العاشر الميلادي، عن طريق قبائل مسلمة من وسط آسيا. وبعد دخول الأتراك العثمانيين إلى وسط أوروبا، وبعد انتصار الأتراك في معركة (كوسوفا) ومعركة (الموهاج) دخل كثير من سكان هذه المنطقة الإسلام.
بعد انسحاب الأتراك من وسط أوروبا تعرَّض المسلمون للتنكيل وهدمت مساجدهم وأغلقت مدارسهم وهاجر كثير منهم، وتعرض الإسلام لتحديات كثيرة شنتها إمبراطورية النمسا التي حاولت محو آثار الإسلام في وسط أوروبا وظل الأمر على هذا الوضع حتى صدر قانون التسامح الديني سنة (1782م) وبصدور هذا القانون تنفَّس المسلمون شيئًا من الحرية.
في عام 1912م صدر مرسوم الإمبراطور النمساوي (فرنسوا جوزيف الثاني) واعترف بالإسلام دينًا في الدولة، فشيد المسلمون المساجد والمدارس، وأسسوا الجمعيات وكوَّنوا الاتحاد الإسلامي بتشيكوسلوفاكيا. وهاجر كثير من مسلمي البوسنة والهرسك والألبان إلى تشيكوسلوفاكيا.
تم تسجيل أول مؤسسة تمثل المسلمين رسميًا في تشيكيا في عام 1934م، وقد بادر بهذه الخطوة القنصل المصري في براغ آنذاك "عبد الحميد البابابي" بالتعاون مع الصحافي التشيكي المسلم "محمد عبد الله بريكتسيوس" والمثقف الهندي "ميرزا خان"، فحصلت الجماعة الدينية الإسلامية الأولى على الاعتراف القانوني المبدئي بها في عام 1935م دون صعوبات تذكَر، وتجدَّد الاعتراف من جانب وزارة الداخلية في عام 1941م.
أهم مناطق تجمع المسلمين في تشيكوسلوفاكيا في مدينة (برنو)، وتوجد جاليات مسلمة في كلٍّ من براغ وأوسترافا وتبليتسه وألوموتس وكارفينا وبعض المناطق الأخرى ولكن بنسَب أقل.
ولم تأتِ بوادر الحضور الفعلي للإسلام إلاَّ مع أفواج الطلبة العرب والمسلمين الذين استفادوا من "الثورة المخملية" في تشيكوسلوفاكيا في خريف عام 1989م ليعلنوا عن قيام "الاتحاد العام للطلبة المسلمين في تشيكوسلوفاكيا" فور انهيار النظام الشيوعي.
وتم افتتاح أول مسجد معترَف به رسميًا في تشيكيا بقيادة الشيخ منيب حسن الراوي وبعض الأخوة في عام 1998م، ليدخل معه المسلمون في البلاد حقبة الانفتاح والتواصل الفاعل مع المجتمع؛ فالمسجد المشيد في مدينة برنو (عاصمة إقليم مورافيا وثاني مدن البلاد) استقطب في أيامه الأولى آلاف الزائرين الذين أبدوا شغفهم بالاطلاع على الآخر عن كثب وإثراء حصيلتهم المعرفية عن الإسلام.
ولم تمضِ سنة واحدة حتى افتُتح في العاصمة التشيكية براغ المسجد الثاني في البلاد، بينما انبثقت "مؤسسة الوقف الإسلامي" من رحم اتحاد الطلبة المسلمين لتتولى الإشراف على المركزين الإسلاميين في برنو وبراغ.
مشكلات المسلمين في تشيكيا:
- الحاجة إلى ترجمات صحيحة للقرآن الكريم باللغة التشيكية.
- الحاجة إلى إنشاء مدارس إسلامية لتعليم الدين واللغة العربية.
- الحاجة إلى دعاة يجيدون اللغة التشيكية للتعريف بالإسلام وفرائضه.
- الحاجة إلى منابر إعلامية لعرض الإسلام والدفاع عن قضايا المسلمين والتعامل مع مشاكلهم.
- الضغط على الحكومة التشيكية للموافقة على بناء مسجد في أماكن تجمع المسلمين.
المصدر: مجلة البيان العدد 296